مشاكل تقييم الشركات الناشئة: حل جديد ربما يكون هو الإجابة

عادة تقييم الشركات الناشئة يثير الجدل بين رواد الأعمال والمستثمرين. كم تستحق الشركة الناشئة من تقييم؟ وما التمويل المناسب لها؟

لماذا؟ لأنه لا يوجد حل موحد لكل الشركات الناشئة، والخطوات نحو تقييم أي شركة ليس عادة طريق واضح.

في هذه المقالة، سنتحدث عن تقييم الشركات. بدئًا من أهمية التقييم للشركة الناشئة، مرورًا بالمفاوضات بين رواد الأعمال والمستثمرين، وأخيرًا سنعرض حل لوضع نهاية لهذه المشكلة.

ماذا نعني بتقييم الشركات الناشئة؟

يحتاج المستثمرون لمعرفة تقييم أي شركة ناشئة تبغي الحصول على تمويل. هل تستحق الشركة الناشئة التمويل المطلوب لها؟ هل العائد كافي لتقبل مخاطر الشركة؟ ما نسبة الملكية التي سنحصل عليها مقابل التمويل؟ كل هذه الأسئلة يجاوبها تقييم الشركة.

ولتحديد التقييم، هنا بعض الطرق المستخدمة حسب طبيعة الشركة ومرحلة نموها وعوامل أخرى.

لماذا نهتم بالتقييم؟

يصبح تقييم الشركة أمر ضروري عندما تريد الشركة الحصول على التمويل أو إدخال رائد أعمال اخر كمؤسس للشركة.

في بداية حياة الشركة غالبًا تكون الملكية مقسمة بالتساوي بين مؤسسي الشركة. ولكن عندما تسعى الشركة للحصول على التمويل، عادة يشتري الممولون نسبة من الشركة مقابل استثمارهم.

ولكن كيف سنحدد كم هي النسبة التي سيشتروها من الشركة؟ أو كيف سنعبر عن استثمارهم في أرقام الشركة دون معرفة تقييم الشركة الكلي قبل الاستثمار؟

هنا يأتي دور تقييم الشركة، هو المفتاح لإجابة كل هذه الأسئلة.

سواء كان الممول مستثمر ملائكي، أو صندوق مسرع أعمال، أو أي نوع مستثمر اخر، استثمارهم هدفه الأول هو الحصول على عائد. يكون هذا العائد عادة في صورة أرباح، أو مكسب من عملية استحواذ على الشركة، أو مكسب من إدراج الشركة في البورصة.

كيف يعمل تقييم الشركات الناشئة؟

لتقييم شركة ناشئة، الخطوة الأولى هي تحديد الطريقة (method) المناسبة لطبيعة الشركة. هذه الخطوة عادة يقوم بها مستشار مالي أو جهة قانونية.

بعض الطرق التقييم تأخذ في الإعتبار التطورات القائمة بالشركة وتقارنها بين منافسيها في السوق، بينما تعتمد طرق أخرى على تقسيم الشركة لأكثر من جزء وتقييم كل جزء على حدة.

من أهم العوامل أيضًا كمية المبيعات التي حصلت عليها الشركة. بطبيعة الحال، أغلب الشركات التي ليها سجل مبيعات عالي بإمكانها تقديم توقعات مالية أكبر لتطورهم المستقبلي، ما يساعدهم على حصول تقييم أعلى.

من ضمن أكثر الطرق المستخدمة للتقييم طريقة خصم التدفقات المالية (DCF)، وطريقة الـ (Multiples)، وطريقة مسرعات الأعمال (VC).

مشكلة التقييم مع الشركات الناشئة

بمجرد التفكير في كيفية تقييم الشركات الناشئة نجد العديد من المشاكل، من ضمنها:

  1. مرحلة نمو الشركة الناشئة والمبيعات

مرحلة نمو الشركة يؤثر بشكل مباشر على تقييمها وطرق التقييم المستخدمها لها من الأساس.

الكثير من الشركات الناشئة في مراحلها الاولى لا تصل لمرحلة المبيعات سريعًا، عدم وجود مبيعات لها يعني عدم توافر بيانات لها مناسبة للتقييم، وبالطبع من الصعب توقع التدفقات المالية لهم بشكل دقيق.

  1. انحياز رواد الأعمال لشركتهم

يقضي مؤسسون الشركة جزء كبير من وقتهم وطاقتهم على الشركة خاصة في المراحل الأولى. هذا يدفعهم عادة للإنحياز لأهمية شركتهم والمبالغة في تقييمها، مما يؤدي إلى تعقيد عملية التقييم والمفاوضات مع المستثمرين.

  1. عدم توافر تاريخ واضح للشركات في مراحلها الأولية

وجود تاريخ للشركة يسهل عملية التوقع المالي بشكل أدق، وفي حالة الشركات الجديدة وخاصة الشركات التي تقتحم أسواق جديدة لأول مرة يصعب الحصول على توقع مالي واضح.

تأثير ذلك على تقييم الشركة يكون أولًا في تحديد طريقة التقييم المناسبة، ففي تلك الحالة لا يمكننا الإعتماد بشكل أساسي على طريقة تعتمد على التوقعات المالية للشركة.

وثانيًا حجم المخاطر. كلما كانت قدرتنا على توقع مستقبل الشركة أصعب كلما زادت المخاطر سواء على المستثمر أو رائد الأعمال نفسه، ما يؤثر على تقييم الشركة بالسلب.

  1. أغلب الشركات الناشئة لا تنجو!

غالبًا ما يكون هذا ما يقلق المستثمرون.

ماذا إذا فشلت الشركة الناشئة في السوق؟

أغلب المستثمرين حريصين أين يضعون أموالهم، وبطبيعة الحال يأخذون حذرهم أكثر عند عدم وجود تاريخ للشركة.

تقييم الشركات الناشئة: المستثمرين ورواد الأعمال

إذن ما هي المشاكل والمفاوضات التي تدور بين المستثمرين ورواد الأعمال.

قبل الخوض في ذلك، علينا تحديد ما يدفع المستثمر للاستثمار في الشركات الناشئة.

يضع المستثمر أمواله في شركة ناشئة بسبب الحصول على عائد عالي مستقبليًا (ROI). هدفه الأول هو جني الأرباح عندما تباع الشركة في عملية استحواذ أو تدرج في البورصة مثلًا.

بإمكاننا تلخيص المشاكل بين المستثمرين ورواد الأعمال إلى مشكلتين رئيسيتين:

  1. رواد الأعمال يطمحون لتقييم عالي.

يبذل رائد الأعمال الكثير من الوقت والجهد في شركته، وبطبيعة الحال يطمح للحصول على تقييم عالي في الشركة التي يفني فيها جزء من حياته.

وفي الجهة الاخرى، ليس من مصلحة المستثمر أن يقبل بتقييم عالي لأن ذلك سيتطلب استثمار أكبر منه للحصول على نفس نسبة الملكية.

  1. يطلب المستثمرون نموًا سريعًا للشركات

هذه المشكلة تؤثر سلبًا على الشركات الناشئة بغض النظر عن تقييمهم.

في بعض الأحيان يريد المستثمرون نموًا سريعًا للشركة للوصول للحظة جني الأرباح أسرع، دون الأخذ في الإعتبار حجم المخاطر التي تواجهها الشركات الناشئة بسبب ذلك.

“لا يتناقش المستثمرون ورواد الأعمال بشكل كافي في قضية النمو الصحي والغير صحي للشركة” – Eric Paley، شريك في Founder Collective، في مقال على TechCrunch

يشدد “بالي Paley” على أن ليس كل نمو بالضرورة مفيد للشركة، هناك نمو جيد ونمو سيئ. النمو السيئ في النهاية يدفع رواد الأعمال لحرق الموارد وتقبل مستوى مخاطر أعلى.

كيف تفيد “في-فاند” كلا من المستثمرين ورواد الأعمال في عملية تقييم الشركة الناشئة؟

كما رأينا كلا من المستثمر ورائد الأعمال يريدون أهداف مختلفة.

رائد الأعمال يطلب تقييم عالي لشركته ليعوضه عن المجهود المذول ولجلب فرص تمويل أكثر، والمستثمر يطلب تقييم مناسب للحصول على ربح جيد.

ولتقديم حلًا للطرفين، صممنا في “في-فاند” حاسبة الية لتقييم الشركات الناشئة. يمكنك كرائد أعمال الحصول على تقييم شركتك عن طريق الإجابة على الأسئلة لتحديد طبيعة شركتك وإدخال توقعاتك المالية حسب رؤيتك للشركة. بعد الحصول على تقرير مفصل، يمكنك عرضه على المستثمرين للمفاوضة في العوامل المؤدية للتقييم حسب وجهة نظرهم لمستقبل الشركة والقطاع.

في النهاية..

الحصول على تقييم عالي ليس دائمًا الأفضل للشركات الناشئة. النمو السريع بإمكانه القضاء على الشركة في السوق، مثلما حدث مع شركة Fast، بعد حصولها على تمويل 170 مليون دولار.

من المهم ان تكون عملية التقييم ذات حيادية من كلا الطرفين، وهو ما نطمح به في “في-فاند”.