علامات تستدعي توخي الحذر قبل الاستثمار: مرحلة التمويل

يعرف المستثمر الملائكي جيدًا ما يستلزمه الأمر للاستثمار في شركة ناشئة. هناك أسباب كثيرة لقول لا لشركة ناشئة بدلًا من نعم. يسعى المستثمر الجيد إلى رصد العلامات عن ما إذا كانت الشركة جيدة أم سيئة، وذلك طوال عملية الاستثمار بداية من معرفته الأولية عن الشركة وحتى الفحص النافي للجهالة.

هنا سنشارك بعض العلامات في مراحل التمويل للشركة التي يجب أن يتم معالجتها على أنها علامات تستدعي الحذر، وبهذا المصطلح نقصد أنها علامة تتوجب تحقيق أكثر وأعمق. لا نقصد بذلك أن تتجنب الاستثمار في الشركة في الحال، ولكن أن تعتبرها علامة لا يمكن تخطيها بسهولة وتستدعي تحريات أكثر.

علامات تستدعي توخي الحذر في تمويل الشركة

1. قلة الشفافية

في مراحل العرض التقديمي ومشاركة الملفات، من المتوقع من مؤسسي الشركة أن يكونوا على شفافية تامة. وجود محاولات لإخفاء الحقائق أو المعلومات أو منهجية الملفات المعروضة هو علامة سيئة تدل على وجود شئ على ما لا يرام.

في العادة يدل إخفاء المعلومات على أن رواد الأعمال لم يبذلوا الجهد الكافي مع الشركة. عليك دائمًا البحث وراء كل شئ يحاول المؤسسين اخفاؤه.

2. التقييم المبالغ فيه

يطمع بعض رواد الأعمال في الحصول على تقييمات مرتفعة بشكل مبالغ فيه، وأحيانًا مبلغ تمويل مرتفع بدون تبرير كيفية إنفاقه. في كلا الحالتين، عليك كمستثمر توخي الحذر والتأكد من نوايا رائد الأعمال.

تؤدي التقييمات المبالغ فيها إلى حوادث مثل حادثة WeWork الشهيرة. تجنب مؤسسي الشركات الذين يحاولون استغلال نظام الاستثمار لمصالحهم الشخصية. وحتى إن كانت نوايا رائد الأعمال طيبة حقًا، فعليك تجنب الموافقة والاستثمار بتقييم مبالغ فيه كي تتجنب الصدام بأرض الواقع لاحقًا.

3. عدم وجود نموذج مالي

عدم وجود نموذج مالي للشركة الناشئة هو أمر غير مقبول. على رواد الأعمال أن يكونوا على دراية كيف ستعمل الشركة من الجهة المالية، فربما يكون ذلك الفرق بين وجود نموذج عمل (business model) أم لا.

وبالإضافة، على الأقل على واحد من المؤسسين أن يكون على دراية بالمصطلحات المالية. أن يكون مؤسسي الشركة غير قادرين على فهم مصطلحات مثل المبيعات، والحجوزات، وهامش الربح يدل على عدم قدرتهم على إدارة الشركة.

4. أرقام غير واقعية لحجم السوق (TAM)

مصطلح الـ TAM هو اختصار لـ Total Addressable Market، وهو حجم السوق الذي تنتمي إليه الشركة.

وجود توقع مبالغ فيه لحجم السوق يدل على التفاؤل غير المبرر لرواد الأعمال، وهو ما يؤدي عادة لتخطيط سيئ واحباطات مستقبلية.

وفي الناحية الأخرى، وجود توقع صغير لحجم السوق يدل على عدم قدرة رواد الأعمال على رؤية الفرصة الكاملة  لشركتهم وربما يؤدي لنجاح متواضع. وإن كان حجم السوق صغيرًا بالفعل، فبالطبع من الأفضل تجنب الاستثمار في ذلك القطاع بأكمله.

5. عدم اهتمام المستثمرين السابقين

في بعض الأحيان لا يبدي المستثمرين السابقين أي اهتمام بالجولة الاستثمارية الحالية. في أفضل الأحوال، يشارك المستثمرين السابقين في الجولة الحالية للحفاظ على نسبة ملكيتهم.

إن لم يشارك المستثمرين في الجولة الحالية ولا يبدون أي اهتمام بأحداث الشركة، فذلك يدل على أن المستثمرين فقدوا ثقتهم وأملهم في نجاح الشركة.

6. وجود فترة طويلة بين الجولات الاستثمارية

يدل وجود فترة طويلة نسبيًا بين الجولات الاستثمارية السابقة والحالية على أن الشركة تفشل في إقناع المستثمرين مرة تلو الأخرى. في الغالب عرض الرواد الأعمال فرصة الاستثمار لعدة مستثمرين دون موافقة أحدهم.

الأمر كذلك حتى في أول جولة استثمارية. إذا تم تأسيس الشركة منذ فترة طويلة نسبيًا وأتى رواد الأعمال لك الان للحصول على أول تمويل، فذلك قد يدل على أن الشركة حاولت الحصول على تمويل مسبقًا وفشلت.

أخيرًا

كما وضحنا، كل المذكور هنا يستدعي الحذر فقط وليس سبب كافي لرفض الشركة على الفور. يمكنك استخدامهم كإشارات تستدعي التحقيق حتى تصل إلى الأسباب الفعلية ورائهم.

هل تبحث عن مكان لتنظيم برامجك الاستثمارية؟ انضم الآن إلى في-فند.